أبحاث

بحث في أحوال التلامذة السوريّين اللاجئين في لبنان

صبر درويش – فريق عمل. أشرف على البحث: أ. الدكتور يوسف سلامة، المدير العلميّ لمركز دراسات الجمهوريّة الديمقراطيّة. تحرير: يوسف فخر الدين. استشارة: الأستاذ أنور البني، مدير المركز السوريّ، للدراسات والأبحاث القانونيّة.

تبرز الأهميّة الخاصّة لبحث ودراسة وضع التلامذة السوريّين اللاجئين إلى لبنان، من خلال وجوهٍ متعدّدة، فالأزمة السوريّة دخلت عامها الرابع، ولا يلوح في الأفق القريب أو المتوسط حلولٌ تضمن عودة اللاجئين السوريّين إلى ديارهم، كما أن هذه الأزمة التي تمرُّ بها سوريا، أسفرت عن أكبر عددٍ للاجئين شهدته المجتمعات الحديثة والناتج عن أزمةٍ مستمرّةٍ لكلِّ هذه الفترة، حيث تجاوز عدد اللاجئين إلى لبنان وبحسب مصدرٍ غير رسميٍّ تابعٍ للمفوضيّة العامّة للأمم المتحدة 1,8 مليون لاجئ( )، أتوا في غالبيّتهم من محافظة حمص وسط سوريا، ومن ريف دمشق وتحديداً منطقة القلمون شمال وغرب العاصمة دمشق، ومن مناطق أخرى مختلفة من البلاد. وفي الوقت الذي لا يبدو فيه أن الأزمةَ السوريّة في طريقها إلى الحلِّ، وأن اللاجئين السوريّين ستطول فترة إقامتهم في بلاد اللجوء، تبرز تحدّياتٌ عديدة، تأتي في مقدمتها المستقبل المتوسط وقصير المدى بالنسبة لنحوِ 400 ألف تلميذٍ سوريٍّ، وجدوا أنفسهم فجأة خارج العمليّة التعليميّة، والتي تعدُّ وفق المعاهدات الدوليّة حقّاً من حقوق الطفل، وهو الحقُّ بتعليمٍ آمنٍ ومرن ومثمر. على الرغم من شحِّ الأرقام الإحصائيّة، وعدم دقّتها في أغلب الأحيان، إلا أن العديد من المصادر تؤكد على أن عدد الأطفال السوريّين في لبنان، والذين في سن التعليم (5-17 عاماً) بلغ عددهم نحوَ 400 ألف تلميذ، نحو 15-20% منهم تمَّ استيعابهم في المدارس الرسميّة اللبنانيّة، وبحسب مسؤولة البرامج التربويّة في مفوّضيّة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “أغاثا أبي عاد”، إن عدد الأطفال النازحين الذين هم في عمر الدراسة (5 سنوات إلى 17) المسجّلين لدى المفوضيّة يفوق 380 ألفاً( ). إلا أن هذا الرقم يحتاج إلى مزيدٍ من التدقيق، فإذا ما اعتمدنا على التوزّع السكانيّ السوريّ مستندين إلى مؤشرات المكتب المركزي للإحصاء في دمشق، سنلاحظ أن حصة الشريحة العمريّة (5-17) من السكان بلغت نحو 40%، وأن هذا الرقم إذا ما طبّقناه على مجتمع اللاجئين السوريّين في لبنان سيبلغ عدد التلامذة نحو 600 ألف تلميذ، أي بزيادة نحو 200 ألف تلميذ عن الأرقام المتداولة. وبحسب مصادرَ مختلفةٍ، فإن القطاع الرسميَّ في لبنان يستقطب نحوَ 15-20 % من التلامذة السوريّين، أي نحو 80-90 ألف طالبٍ حتى نهاية عام 2014، في الوقت الذي كان تعدادهم في العام الدراسيّ 2012- 2013 وبحسب النشرة الإحصائيّة اللبنانيّة نحو 43537 كما هو واردٌ في الجدول رقم (1)؛ بينما لا تتوفّر إحصائيّاتٌ دقيقة حول توزّع باقي التلامذة على قطاعات التعليم الأخرى، حيث إن الرقم المتداول يشير فقط إلى نحوِ 16500 طالبٍ ملتحقين بالمدارس الخاصّة اللبنانيّة، وأما التلامذة الملتحقون بمدارس الائتلاف الوطنيِّ السوريّ أو بالمدارس التابعة للمنظمات غير الحكومية الأخرى.. إلخ فهي غير متوفّرة في أغلب الأحيان، وإن توفّرت فهي تعاني من ضعفٍ شديد في المصداقيّة.
للاطلاع والتنزيل:
[gview file=”http://drsc-sy.org/wp-content/uploads/2015/05/sa-l.pdf”]

صبر درويش

باحث وكاتب