أبحاث

تقييم انتشار وسائل الإعلام السوريّ التقليديّة “المطبوعة والمسموعة” لدى الشباب السوريّ في مدينة غازي عنتاب

لا يستطيع أيُّ باحثٍ أن يدّعي إضافة شيءٍ جديدٍ من خلال الدراسات الاستطلاعيّة، فقصارى الجهد الذي يبذله في هذا الإطار هو محاولة قراءة الواقع قراءةً واعيةً وموضوعيّة ما أمكن تمهيداً للبحث في المشكلة التي تكمن في طياته. وهذا بالتحديد ما تدّعي هذه الدراسة القيام به من خلال تناولها لموضوع انتشار ورواج وسائل الإعلام السوري التقليدية، من صحفٍ ومجلاتٍ ومحطّاتٍ إذاعيّة، التي تستهدف شريحة السوريّين المقيمين في مدينة غازي عنتاب التركية، ممثلاً بشريحةٍ من الطلاب السوريّ الجامعيّ في جامعة المدينة المذكورة. فمن اللافت للنظر بالنسبة للمتابعين في الشأن السوري كثرة الأسماء والعناوين التي باتت تطرح نفسها في الآونة الأخيرة كوسائلَ إعلاميّةٍ تحمل على عاتقها مهامَّ نقل الخبر ونشر التوعية ورفعها بين السوريين في الداخل، وفي بلاد اللجوء على حدٍّ سواء. كما لم يعد خافياً على المتابعين لهذه الوسائل أنها مختلفة بالمضامين بشكل يعكس التوجهات المختلفة للقائمين عليها وهذا الاختلاف والتنوّع صحيٌّ ومطلوب بالإطار الذي يأخذ بالحسبان المصلحة العليا لسورية وطناً ومجتمعاً. ومن هذا المنطلق يصبح من المشروع والمبرّر البحث بعمق في ما تقدمه وسائل الإعلام تلك لجمهورها. ليس من باب الرقابة، ولكن من باب المعرفة والفهم التي هي من حقِّ المستهدفين بالرسالة الإعلامية أولاً وأخيراً، وهم هنا السوريّون في الداخل وبلاد اللجوء. لكن قبل السؤال عن المضمون أليس من المشروع أن يُطرح هنا سؤال: هل استطاعت هذه الوسائل أن تحققَ الرواج والوصول إلى الشريحة المستهدفة من الرسالة الإعلاميّة؟ هذا بالتحديد ما تحاول الدراسة الاستطلاعيّة التي بين أيدينا الإجابة عنه.
لقد جعلت هذه الدراسة في ثلاثة فصول هي على التوالي: الفصل الأول: الإطار المنهجيّ وتعرض فيه مشكلة البحث وتساؤلاته، ومنهجيته، وأهدافه، ومفاهيمه وتعريفاته الإجرائيّة والدراسات السابقة. الفصل الثاني: وفيه تمَّ تناولُ الإطار النظريّ للدراسة والذي يناقش أهمَّ النظريّات الإعلاميّة في تفسيرها لتأثير وسائل الإعلام على الجمهور، بالإضافة إلى مناقشة جدليّةِ العلاقة بين الإعلام التقليديِّ والإعلام الحديث على أرضيّة الظروف الموضوعيّة لواقع الفضاء المفتوح والتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت.
وفي الفصل الثالث: تمَّ عرضُ النتائج التي توصلت إليها الدراسة الاستطلاعيّة التي اعتمدت أسلوبَ جمع المعطيات من المستفيدين عن طريق مقابلةٍ مقنّنة تستخدم أداة الاستبانة لتسجيل المعطيات وتفريغها وتحليلها باستخدام عمليّاتٍ حسابيّةٍ بسيطة كالتكرارات والنسب المئوية لغرض الحصول على بياناتٍ قابلة للقراءة. هذا باختصار الجهد المتواضع الذي حاولت من خلاله الدراسة تحقيق هدفها البحثيّ.
لقراءة البحث وتنزيله ادناه أو اضغط هنا